مقالات راي

القيادة بالفن

القيادة بالفن
بقلم د. غادة فتحي الدجوي
الصحبجية…عندما تُغني الروح قبل الصوت

في قلب كل فرقة موسيقية، هناك قائد يمسك بيديه سرَّ التناغم، ليس فقط بين النوتات، بل بين القلوب. المايسترو ليس مجرد شخص يحرك عصاه، إنه “حارس الأحلام، ومُشعِل الشغف” ، الذي يحوّل الخوف إلى جرأة، والتوتر إلى إتقان. لكن ماذا لو كانت الفرقة كلها من السيدات اللاتي قررن أن يُعيدن شبابهن من خلال الأغاني؟ ماذا لو كنَّ لا يعزفن، بل يُغنِّين من أعماقهن أغاني الزمن الجميل، ليُذكرن أنفسنا جميعًا أن “العمر ليس رقمًا، بل هو إحساس، وقدرة على العطاء حتى اللحظة الأخيرة؟”

فرقة “كورال الصحبجية” ليست مجرد مجموعة مغنيات، إنهن “حركة إحياء”. إحياء للذكريات، للأمل، للبهجة التي ننساها في زحام الحياة. كل أغنية يُرددنها ليست مجرد كلمات، بل جرعة طاقة تُشعِر كل سيدة فيهن أنها ما زالت قادرة على الحب، على الإبداع، على أن تكون مصدر فرح لنفسها أولًا، ثم للعالم من حولها.
و هنا نسأل كيف تُغيّر الموسيقى حياتنا
عندما تقف هؤلاء السيدات ليُغنِّين معًا، فإنهن لا يقتلن الوقت، بل يُحيين أحلامهن من جديد. أغانيهن الفلكلورية والطربية ليست للترفيه فقط، بل هي صوت جيل كامل يُذكّرنا أن السعادة ليست حكرًا على الصغار. كل نغمة تُغنّيها إحداهن هي رسالة: “انظروا، ما زلنا هنا، وما زلنا نعيش، ونحب، ونغني!”

وهذا هو جوهر القيادة الحقيقية: أن تُشعل النور في عيون الآخرين حتى لو كنتَ تعيش في ظلام. المايسترو يقود الفرقة ليس لأنه الأفضل، بل لأنه يعرف كيف يجعل كل فرد فيها يشعر بأنه الأفضل. وهكذا تفعل “الصحبجية”، كل عضوة في الكورال تدعم الأخرى، لا بالكلمات فقط، بل بنظرات التشجيع، بضحكات المرح، بالإيمان بأن كل واحدة منهن تستحق أن تُسمع صوتها.
كورال الصحبجية يذكرننا بأن الحياة لا تنتهي عند سنٍ معين. لأنهن يثبتن أن الشباب ليس في العمر، بل في الروح. لأنهن يعلمننا أن السعادة قرار، وليست هبة تأتي مع السنوات. عندما تُغني إحداهن أغنية من الزمن الجميل، فإنها لا تستعيد ذكرياتها فقط، بل تُعيد للجمهور إحساسه بالإنسانية، بالبراءة، بالفرح البسيط الذي فقدناه في عصر السرعة.

رسالة إلى كل من يعتقد أن الوقت قد فات:
لا تنتظر الشجاعة، “ابتكرها
لا تبحث عن شبابك الماضي، استمتع بحاضرك لا تقل “لقد كبرت”، بل قل “لقد تعلمت، والآن حان وقت العطاء”.
الحياة ليست سباقًا مع الزمن، بل هي رقصة مع الذكريات، والأحلام، والأشخاص الذين يجعلوننا نشعر أننا أحياء.

فرقة “الصحبجية” ليست استثناءً، بل “قدوة”. لو كان لديك حلم، ابدأ الآن. لو كنتَ تحب الغناء، “غَنِّ”. لو كنتَ تريد أن تعيش بفرح، اختره كل يوم. العمر ليس سوى رقم، لكن الروح لا تشيخ أبدًا.

🎤 فليكن عمرك أغنية، وليكن قلبك مايسترو يقودك إلى حيث تُريد! 🌟

منصة تقارير

خالد حسين البيومى كاتب صحفي رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة أخبار السياسة والطاقة نائب رئيس مجلس إدارة موقع تقارير الصادرة عن الجمعية العربية الأوروبية للتنمية المستدامة الأمين العام للجمعية العربية الأوروبية للتنمية المستدامة عضو بالمراسلين الأجانب عضو بالإتحاد الدولى للأدباء والشعراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock