تحقيقات

نزيف الطرق.. حين تصبح القيادة جريمة صامتة

نزيف الطرق.. حين تصبح القيادة جريمة صامتة

بقلم: سهام محمد راضي

لم يعد مشهد الحوادث على الطرق مفاجئًا، بل صار مألوفًا ومؤلمًا.
أجساد ممزقة، سيارات مهشمة، وصفارات إسعاف لا تهدأ، ثم صمت ثقيل يُخيم بعد فوات الأوان.

في كل حادث، تبدأ الحكاية من تهوّر سائق، أو طريق غير مؤهل، أو مركبة متهالكة. لكن يبقى السبب الأخطر هو الإنسان نفسه، حين يفقد وعيه ومسؤوليته خلف عجلة القيادة.

أسباب متكررة تؤدي إلى مآسي:

السرعة الزائدة: اعتقاد خاطئ بأن التهور مهارة، بينما هو اختصار سريع للموت.

تجاهل القوانين وتجاوز الإشارات: كأن الطريق بلا نظام، وكأن حياة الآخرين لا تعني شيئًا.

القيادة تحت تأثير المخدرات: سائق بلا إدراك، يُحوّل سيارته إلى قنبلة موقوتة.

غياب الرقابة والصيانة: طرق محفوفة بالحفر، وإشارات معطّلة، وإنارة معدومة.

ثقافة الاستهتار: حيث يرى البعض أن القانون “تحصيل حاصل”، وأن الأرواح تُقاس بالعافية وليس بالقانون.

القيادة تحت تأثير المخدرات.. الجريمة المتسترة

من أخطر الكوارث على الطرق أن يقود السائق وهو تحت تأثير مادة مخدرة.
هذا لا يُسمى تهورًا فقط، بل قتل بالإهمال وبوعي غائب.
في لحظة واحدة، يفقد التوازن، يتأخر في اتخاذ القرار، وقد لا يرى أصلًا من أمامه.
ورغم وجود تحاليل عشوائية وبرامج فحص، إلا أن البعض ما زال يراوغ ويخدع، ويصمت من حوله، فيُصبح شريكًا في الجريمة دون أن ينطق بكلمة.

من الضحية؟

الأبرياء دومًا في الواجهة:
أطفال يذهبون إلى مدارسهم، عمال عائدون من لقمة العيش، أمهات في طريقهن للأسواق، شباب يسافرون بحثًا عن فرصة…
جميعهم معرضون للموت بسبب لحظة تهور من شخص لم يتحمّل مسؤولية القيادة.

إلى متى؟

لا يكفي أن نلوم الطرق أو نحمّل المسؤولية للدولة فقط.
المشكلة تبدأ منّا: من وعي السائق، ومن ضمير المواطن، ومن السكوت عن الخطأ.
القانون مهم، لكن الوعي أهم، والتربية من البداية هي الضمان الحقيقي
رسالة

قبل أن تضغط على البنزين، اسأل نفسك:
هل الطريق يستحمل رعونة؟
هل روح إنسان تساوي لحظة تهور؟
القيادة أمانة، فإما أن نحفظها، أو نكون سببًا في وجع لا يُنسى.

منصة تقارير

خالد حسين البيومى كاتب صحفي رئيس مجلس إدارة موقع وجريدة أخبار السياسة والطاقة نائب رئيس مجلس إدارة موقع تقارير الصادرة عن الجمعية العربية الأوروبية للتنمية المستدامة الأمين العام للجمعية العربية الأوروبية للتنمية المستدامة عضو بالمراسلين الأجانب عضو بالإتحاد الدولى للأدباء والشعراء

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock